معبر لكصيبه 2 .. حركة يومية نشطة (صور)

الأخبار (لكصيبه 2) ـ لا يزال معبر لكصيبه 2 ـ رغم تراجع حركته مقارنة مع فترات ماضية ـ يمثل نقطة حيوية نشطة وهمزة وصل مهمة تربط بين مدينتي لكصيبه2 وابودور السنغالية، يتوافد إليه يوميا عشرات الموريتانيين العابرين إلى السنغال انطلاقا من شرق اترارزه وجنوب غرب لبراكنه، كما يعبر عن طريقه ـ كذلك ـ كثير من السنغاليين المتوجهين إلى مناطق مختلفة من موريتانيا.

تقف هذه المجموعة في انتظار قدوم حوض من الضفة السنغالية بعد أن سجلت حضورها عند 

مركز الشرطة الموريتانية على الضفة (الأخبار)

ويرى مراقبون أن سهولة إجراءات العبور وبساطة المرور والتجاوز من المنطقة جعلت كثيرا من السنغاليين خصوصا يعبرون عن طريق لكصيبه 2 مفضلين معبرها عن معبر مدينة روصو التي تبعد منها حوالي 115 كلم غربا نظرا لسهولة العبور وبساطة الإجراءات.

عبور يومي ..

تعمل هيجاره بنت اعويمر في سوق مدينة ابودور وتعبر النهر بشكل يومي (الأخبار)

يصل متوسط عبور سكان مدينة لكصيبه 2 اليومي إلى 50 فردا حسب إحصائيات السلطات المحلية، وتمثل مدينة ابودور السنغالية المقابلة بالنسبة للسكان متنفسا وحيدا وضروريا، حيث يستجلبون حاجاتهم اليومية من أسواقها، كما يمارس كثير منهم أنشطة يومية في المدينة، الأمر الذي جعلهم يخوضون النهر جيئة وذهابا بشكل يومي روتيني.

وتعمل هيجاره بنت اعويمر (من سكان لكصيبه 2) بائعة مواد غذائية في سوق مدينة ابودور السنغالية المقابلة وتعبر صباح كل يوم لتعود الواحدة زوالا بعد أن باعت ما تيسر تسويقه من بضاعتها المتواضعة.

وتقول هيجاره في حديث لـ "الأخبار" إن العبور اليومي بات يماثل بالنسبة لها التنقل بين المدن والقرى الموريتانية، معللة ذلك بسهولة العبور ورمزية التذكرة التي لا تتجاوز 20 أوقية.

وتؤكد هيجاره أنها لا تجد أية مشكلة في مهنتها التي تعودت عليها منذ فتح الحدود بعد أحداث 1989م، مضيفة أنها وزميلاتها في المهنة يحصلن على قوتهن اليومي من خلال العمل في سوق ابودور دون أي مضايقة من السلطات السنغالية الذين تقول إنهم يعاملونها معاملة حسنة.

نقل نهري ..

محمد سالم ولد حبيب يعمل في مجال النقل بين ضفتي نهر ابودور (الأخبار)

يعتمد العابرون بين ضفتي نهر ابودور على حياض نقل خاصة يبلغ عددها 6 حياض تعود ملكية 4 منها لناقلين موريتانيين يعملون في هذا المجال.

وتراقب السلطات على الضفة الموريتانية حركة النقل النهري وحجم حمولة الحياض حسب حركة التيار التي قد تعرض العابرين للخطر إذا زاد الحوض على حمولته الطبيعية التي تصل 15 فردا في الحالات الطبيعية وقد تتراجع لتصل 8 أفراد عندما ترتفع حركة التيار النهري.

وكالة الأخبار رافقت أحمد سالم ولد حبيب (ناقل بين ضفتي نهر ابودور) فأكد أن مجال عمله مريح وجيد وأن متوسط دخله اليومي من مهنة النقل النهري يصل 2500 أوقية، مضيفا أنه لا يعاني من أي مشاكل مع سلطات البلدين فقد يدفع لهم مبالغ بسيطة في حالة حمله لبعض البضائع لا غير.

نقل بري ..

ينتظر صاحب هذه السيارة اكتمال عدد ركابها لينطلق في رحلته المباشرة نحو العاصمة انواكشوط (الأخبار)

يرابط يوميا عدد من أصحاب سيارات النقل العمومي عند معبر لكصيبه 2 بحثا عن ركاب مسافرين إلى العاصمة انواكشوط انطلاقا من دولة السنغال المجاورة.

ويقولون إن سهولة إجراءات العبور جعلت كثيرا من السنغاليين الراغبين في التوجه إلى العاصمة انواكشوط يفضلون العبور عن طريق معبر ابودور، الأمر الذي دفع بكثير من الناقلين إلى فتح خط مباشر بين مدينة لكصيبه 2 والعاصمة انواكشوط، فضلا عن النقل داخل مدن وقرى ولاية اترارزه انطلاقا من المعبر نفسه.

وأكد بعض الناقلين لـ "الأخبار" أن تذكرة النقل المباشر إلى انواكشوط تصل 3500 أوقية فقط، مشيرا إلى أن حركة النقل تختلف بحسب العابرين، حيث تصل في بعض الأيام إلى مستويات مرتفعة وتتناقص في بعضها لتصل إلى درجات أقل.

على هامش المعبر ..

يعمل الناجي حمالا عند معبر لكصيبه 2 منذ 10 سنوات (الأخبار)

يعتبر معبر لكصيبه 2 مصدر دخل وحيد لكثير من أبناء المدينة الذين يعيشون مستويات من الفقر المدقع جعلت بعضهم يتطفلون على حركة المعبر بحثا عن فرصة عمل متواضعة تعينهم في أعباء حياتهم اليومية.

الحمال الناجي أحد هؤلاء يزاول مهنة حمل أمتعة العابرين بواسطة عربته من داخل لكصيبه 2 إلى ضفة النهر أو العكس، ويصف عمله بالمعتاد ويمارس إلى جانبه الزراعة التقليدية.

ويقول الناجي لـ "الأخبار" ـ التي يعتبرها أول وسيلة إعلام تدخل المنطقة على الإطلاق ـ إنه يمارس عمله عند المعبر منذ 10 سنوات ويجني من ورائه يوميا ما بين 300 إلى 500 أوقية، مؤكدا أن استهلاكه بات أكثر من دخله، لكنه يستدرك قائلا إنه لا حول له ولا قوة ولا يجد مصدرا آخر للدخل وليس أمامه إلا الصبر والتجلد والرضا بحالة الواقع.

يعقوب أحد شباب المدينة يعمل جدافا مع مالكي أحواض النقل (الأخبار)

وغير بعيد من الحمال الناجي يقف يعقوب الذي يعمل في نهر ابودور بمبلغ 500 أوقية يتقاضاها مقابل عمله يوما كاملا في الجدف مع مالكي الأحواض الخاصة.

ويرى يعقوب أن مهنته جيدة ومريحة وأنه يزاولها بكل ارتياح ويحصل منها على ما يسد به بعض حاجاته اليومية ثم يعود بعد نهاية الدوام إلى بيته في استراحة محارب، بعد نهاية رحلة متواصلة بين ضفتي نهر ابودور الذي ألفه منذ أيام صباه الأولى.

لكصيبه 2 ـ بعثة الأخبار (7)