الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

الخروج للضوء "أقصوصة"

بقلم : المختار محمد يحيى

صحوتُ من نوم عميق ،وصحوتُ من نشوة حلم أعجز عن تذكرهِ ، في لحظةٍ أجدُ الشمسَ تضعُ بيضةً لها على جبهتي ، وشعاعُها المُمتدّ من السَّطحِ ، والمُتَدَلّي نَحوِي يَكشف عن أعدادٍ لا تُحصى من الشَّوائبِ ، والأوساخِ التي تَملئُ الهَواءَ الذي أتنفسهُ.



وتشدًّني الآلامُ التي أحسستُ بها ، بسببِ الوسادةِ القاسيةِ ، وأعجزُ عن تحريكِ رأسي كأنّي لا أريدُ أن أفقدَ المشهدَ فالثقبُ في سقفي أمدَّني بضوءٍ لم أعرفهُ ،أ لأنَّني غريبٌ عمَّا أرى ! ، أم أن لا ضوءَ في حُلمي الذي انتابني قبلَ يَقظتِي !


وخِلالَ اللّحظاتِ التي مرّت بي في دهشتي  -وأنا أراقب الخيوط المتلونة – تَدَحْرَجَتْ بيضة الضّوء إلى عيني ،  فصرتُ لا أرى سوى الأشعةَ الطاردة للخمولِ وحجبتْ كلَّ الأشياءِ المحيطةِ بي .


 صار قلبي وكأنه بين جزيئات الضوء تغسله ، وعيني تضيق وتَلُومُنِي فِيهَا حُرْقةٌ شديدةٌ ، وينُوءُ جَفْني لكي ينغلق إلا أني أصر على فتحه ، لأني لا أريد العودة إلى ظلام الغرفة ذات الصفيح المعدني الذي يعكس ظلامها بصدق.


ولا أريد رؤية الجدران الخشبية بنية اللون والتي لونتها بيدي على مر السنين من كثرة ما لمستها بحلم مفرط ، ولأني كنت أرغب في الاتصال بعالم الأشياء أكثر من عالم الأحياء.
فجأة ... لا ضوء !... لا شعاع !... لا شيء نازل من السقف ! ، وهناك عند حافة الباب تطل ومضات وتختفي ... لتطل مرة أخرى... وكأنها تريد مني اكتشاف سرها .


يجبرني ذلك الشعور العميق ــ والذي يتملكني تجاه الضوء ــ على رفع رأسي المثقلة بالألم ، ساحقا بقدمي  السجادة الحمراء المُهْتَرِئَةَ ، لأقفَ وأتقدّمَ نحوَ المخرجِ بخطواتٍ متقاربةٍ معتدلةٍ لأولِ مرّة في حياتي مذ مشيت وأنعمُ بالضوءِ الذي يلُفّنِي ويَتَغَمّدُني.

من المختار محمد يحيى ‏ في 12 نوفمبر، 2011‏ في 02:30 مساءً‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق